يقول الخبراء إن “إعادة البناء بشكل أفضل” من خلال الانتعاش الأخضر أمر ضروري لتغير المناخ.

من المأمول أن يكون مؤتمر الأطراف للمناخ 26 (كوب 26) حافزًا لمزيد من الاستدامة في مجال السفر والسياحة؛ حيث يُعقد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ – المؤتمر السادس والعشرون للأطراف – حاليًا في غلاسكو، المملكة المتحدة، في الفترة ما بين 31 أكتوبر و 12 نوفمبر 2021.

بالفعل، قد التزمت شركات القطاع الخاص بإجراءات أكثر شفافية حول الحد من الانبعاثات. بالإضافة إلى ذلك، أتاح الهدوء في السياحة الناجم عن وباء الكورونا للشركات وقتًا لإعادة التقييم وتقديم أفضل الممارسات.

في الوقت نفسه، هناك طلب متزايد بين المسافرين من أجل التغيير والشفافية. أفادت شركة البيانات والتحليلات “غلوبال داتا” أنه، فيما يتعلق بالأهمية النسبية، ذكر 45 ٪ من المشاركين في استطلاع حديث أن البيئة كانت الأكثر أهمية بالنسبة لهم من جملة العوامل البيئية والاجتماعية والحوكمة.

وقال رالف هوليستر، محلل السفر والسياحة في شركة “غلوبال داتا” أن “هذه المخاوف المتزايدة من العامة تنعكس أيضا في هيئة الأمم المتحدة، التي تتوقع من الأطراف الالتزام بأهداف بيئية جديدة في مؤتمر الأطراف للمناخ 26، وتعتبر السياحة جزءًا ثابتًا من جدول الأعمال.”

قد تكون الالتزامات البيئية الجديدة أسهل في التنفيذ نظرًا للوضع الذي تتواجد فيه صناعة السياحة حاليًا. ومن المتوقع أن تستمر فترة التعافي من آثار الوباء لبعض الوقت.

لا يُتوقع أن يتجاوز الوافدون السياحيون الدوليون مستويات ما قبل الجائحة حتى عام 2024، وفقًا لتوقعات “غلوبال داتا”

يتابع هوليستر: “عدم الاضطرار إلى التعامل مع مستويات عالية من الطلب السياحي يعني أنه وقت مثالي للقطاعين العام والخاص لإعادة ضبط العمليات لجعلها أكثر استدامة بيئيًا، وكذلك لتعزيز التواصل والعلاقات بين بعضهما البعض. إن عمل هذه القطاعات في انسجام يزيد من فرص الوفاء بالتزامات الاستدامة في السياحة.

“إن أي شراكات بين القطاعين العام والخاص يتم تشكيلها ستقرر نجاح الاستدامة البيئية في السياحة، وينبغي أن يُنظر إليها على أنها علاقات تجارية. ولتشجيع القطاع الخاص، يجب توضيح أن كلا الجانبين يتشاركان في المخاطر والمكافآت والمسؤولية عن مبادرات الاستدامة المتفق عليها “.

جمعت منظمة السياحة العالمية المئات من مشغلي القطاع الخاص من جميع أنحاء العالم للالتزام بإعلان غلاسكو، كجزء من مؤتمر الأطراف للمناخ 26. يهدف هذا الإعلان إلى تجميع قطاع السياحة المجزأ للغاية وراء هدف واحد شامل يتمثل في خفض الانبعاثات إلى النصف بحلول عام 2030 وتحقيق صافي الصفر بحلول عام 2050 على أبعد تقدير.

يلتزم كل الموقعين على مؤتمر الأطراف للمناخ 26 بتسليم خطة عمل مناخية شاملة، أو خطة محدثة، في غضون 12 شهرًا من وضع القلم على الورق

ويختتم هوليستر بالقول: “ستزداد فرص وجود خطط مدروسة وواقعية أكثر حيث أن شركات القطاع الخاص لديها – وسيتاح لها – الوقت لإعادة تقييم كيفية عملها بطريقة أكثر استدامة بسبب فترة التوقف عن العمل التي سببها الوباء.”