يتوقع التقرير أن تستفيد السعودية وقطر والإمارات من سوق بقيمة 600 مليار دولار
أشار تقرير جديد صادر عن شركة الاستشارات "كيرني" إلى أن منطقة الشرق الأوسط هي المنطقة الأفضل وضعاً للاستفادة من سوق الرياضة العالمية الذي تبلغ قيمته 600 مليار دولار أميركي، وما له من تأثير كبير على السياحة.
وتقول منظمة الأمم المتحدة للسياحة إن الرياضة تساهم بنحو 10% من الإنفاق العالمي على السياحة وهي واحدة من أسرع القطاعات نموا.
الفرصة واضحة، حيث أظهر استطلاع رأي حديث من حياة أن 45% من المسافرين من دولة الإمارات العربية المتحدة يخططون لقضاء عطلاتهم بالكامل حول الأحداث الرياضية، والمشاركة في 12 نشاطاً وحضور سبعة أحداث في المتوسط في العام المقبل.
وتقدر قيمة الرياضة العالمية حاليا بنحو 417 مليار دولار، وتتوقع شركة كيرني أن تبلغ قيمتها 602 مليار دولار بحلول عام 2030، مدفوعة بثلاثة عوامل رئيسية: صعود الرياضة النسائية، ونماذج الرياضات الجديدة، وبروز منطقة الشرق الأوسط كمركز للاستثمار الرياضي وتنظيم الأحداث الرياضية الكبرى.
قال رولاند نيكولاو، رئيس قسم كرة القدم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ في IMG، في حديثه إلى كيرني: "لا يستثمر الشرق الأوسط في الرياضة فحسب، بل إنه يعيد تصور هدفها".
ولا تعد المنطقة غريبة على استضافة الأحداث الرياضية العالمية، حيث استضافت قطر بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، وتستضيف أربع دول في مجلس التعاون الخليجي (الإمارات العربية المتحدة والبحرين وقطر والسعودية) سباقات الفورمولا 1 السنوية.
كان لسباق جائزة أبوظبي الكبرى للفورمولا 1 تأثيرٌ كبيرٌ على السياحة في المدينة، إذ ساهم في زيادة إنفاق الزوار الدوليين بنسبة 34%، واستقطب 133 ألف زائر من 178 دولة خلال فعالية عام 2024 وحدها. وساهم الحدث باستمرار في زيادة أعداد الزوار الدوليين، وخاصةً من أوروبا، ورفع أسعار الفنادق بنسبة تصل إلى 170% مقارنةً بالأسابيع العادية.
كما استضافت دولة الإمارات العربية المتحدة فعاليات كبرى في رياضة الجولف والتنس وسباق الخيل لعقود من الزمن، ما أدى إلى جذب الزوار من مختلف أنحاء العالم.
وتحتل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر مكانة رائدة في مجال الرياضة في المنطقة، بدعم من الاستثمار الحكومي ومشاريع البنية الأساسية واسعة النطاق التي لا تستطيع المناطق الأخرى مجاراتها.
وقد يؤدي هذا إلى تشكيل مركز رياضي إقليمي، مما يجعل دول مجلس التعاون الخليجي وجهة على مدار العام لعشاق الرياضة والمشاركين فيها، ومن المقرر أن يتم تعزيز ذلك من خلال تقديم تأشيرة جراند تورز التي تسمح للسياح بزيارة جميع دول الخليج الست بتأشيرة واحدة فقط.
ويقول تقرير كيرني إن الرياضة تمنح المدن والدول منصة عالمية لبث وجهاتها وثقافاتها في جميع أنحاء العالم، والتفاعل مع الأجيال الشابة، وتسويق نفسها كخيار جذاب للعطلات المستقبلية.
ذات صلة:
قطاع الضيافة السعودي يشهد نموًا قياسيًا مزدوج الرقم
ارتفاع إنفاق السياحة الوافدة إلى المملكة العربية السعودية بنسبة 19%
360 ألف مسافر على متن سفينة سياحية يزورون قطر
المملكة العربية السعودية تستثمر بكثافة في الرياضة
تحتل السعودية موقعًا رياديًا. فبموجب رؤية 2030، خصصت المملكة عشرات المليارات من الدولارات للبنية التحتية الرياضية والفعاليات والابتكار الرقمي، لتصبح مركزًا عالميًا للرياضات الإلكترونية، وقد بدأ هذا يُحدث تأثيرًا ملموسًا بالفعل.
أفاد وزير الرياضة الأمير عبد العزيز بن تركي بن فيصل، أن 80 فعالية رياضية دولية استقطبت خلال السنوات الأربع الماضية 2.5 مليون سائح إلى السعودية، ما ساهم في تحقيق أعلى عدد من السياح الوافدين إلى المملكة (30 مليوناً) في عام 2024، بزيادة قدرها 8% عن عام 2023.
وبالإضافة إلى ذلك، يتم بث الدوري السعودي لكرة القدم في أكثر من 160 دولة.
ومن المتوقع أن تشكل بطولة كأس العالم لكرة القدم 2034 نقطة تحول كبيرة بالنسبة للمملكة، تمامًا كما شكّل تنظيم قطر لمونديال 2022 انطلاقة عالمية جديدة لها، حيث جذب الحدث أكثر من مليون زائر دولي خلال أربعة أسابيع فقط.
ومنذ ذلك الحين، شهدت قطر نمواً ملحوظاً في قطاع السياحة، حيث ارتفع عدد الزوار الدوليين من 2.6 مليون زائر خلال عام كأس العالم، إلى 4 ملايين زائر في عام 2023، ثم تجاوز 5 ملايين زائر في عام 2024، أي بزيادة قدرها 25% عن العام السابق.
ما وراء الفعاليات الرياضية التقليدية
ليست الفعاليات الرياضية العالمية التقليدية وحدها هي التي تضع منطقة الشرق الأوسط في الصدارة والمركز.
تشهد صناعة الألعاب، بما في ذلك ألعاب الفيديو ذات الطابع الرياضي، ازدهارًا كبيرًا، حيث تقول شركة كيرني إن مساهمة هذا القطاع من إيرادات صناعة الرياضة نمت بنحو 50% في 10 سنوات.
مرة أخرى، تسعى منطقة الشرق الأوسط إلى الاستفادة من الجيل القادم من مشجعي الرياضة من خلال استضافة البطولات الدولية، بما في ذلك بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية التي تقام حالياً في الرياض على مدى ستة أسابيع بمشاركة أكثر من 2000 لاعب محترف من 200 دولة.
وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، التي كانت رائدة إقليمياً في استضافة الأحداث الرياضية رفيعة المستوى،أول منتزه ترفيهي مستوحى من كرة القدم في العالم– عالم ريال مدريد – تم افتتاحه في نوفمبر 2024. مع أكثر من 40 وجهة ترفيهية ومغامرات داخلية وخارجية، يمكن للضيوف الاستمتاع بمجموعة متنوعة من الألعاب والأنشطة التفاعلية.
وأضاف رولان نيكولاو: "مع تداخل المنافسة والترفيه والثقافة، تُطلق المنطقة نماذج جديدة قد تُعيد تعريف كيفية تفاعل العالم مع الرياضة في العصر الرقمي. وبفضل مزيج من السياسات الثاقبة والطموح التكنولوجي والثقة الثقافية، يُرسّخ الشرق الأوسط مكانته ليس كمُتابعٍ للاتجاهات العالمية، بل كصانعٍ للفصل الجديد في تاريخ الرياضة."
لمزيد من المعلومات، قم بزيارة www.kearney.com