يعود تاريخ المناظر الطبيعية الأثرية في منطقة فايا في الشارقة إلى أكثر من 210,000 عام
حصلت دولة الإمارات العربية المتحدة على ثاني موقع لها في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، حيث انضمت منطقة فايا القديمة في الشارقة رسميًا إلى القائمة المرموقة.
تم الاعتراف بموقع فايا في الدورة السابعة والأربعين للجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو في باريس في يوليو 2025، وهو الإضافة الوحيدة في العالم العربي هذا العام ويمثل أول موقع لدولة الإمارات العربية المتحدة خارج العاصمة أبو ظبي.
وبحسب اليونسكو، تم الاعتراف بمنطقة فايا في فئة المناظر الطبيعية الثقافية نظرًا "لأهميتها الأثرية العالمية"، حيث تحتفظ المناظر الطبيعية بأحد أقدم السجلات للوجود البشري المبكر، والذي يعود تاريخه إلى أكثر من 210 ألف عام.
يقع الموقع في وسط الشارقة، على بعد حوالي 55 كيلومترًا من الخليج العربي وخليج عُمان، ويتميز بسلسلة جبال فايا المذهلة، وهي سلسلة من الحجر الجيري تعمل كحاجز طبيعي بين صحراء الربع الخالي وسهل الذيد-مدام.
كشفت أعمال التنقيب التي استمرت لأكثر من ثلاثة عقود في فايا عن 18 طبقة من الاستيطان البشري، مما يوفر دليلًا على قدرة الإنسان المبكر على التكيّف والابتكار في بيئة صحراوية قاسية، ويتحدى النظريات التقليدية حول أنماط الهجرة البشرية.
وفي تعليقها على هذا الإنجاز، قالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، السفيرة الرسمية لترشيح فايا: "على مدى أكثر من 210 آلاف عام، شهد هذا الموقع قصة الابتكار والمرونة والتكيف البشري في بيئة قاحلة".
ذات صلة:
زوار دول مجلس التعاون الخليجي يفضلون الفن والثقافة على الشواطئ والتسوق
الإمارات العربية المتحدة هي الدولة الأكثر أمانًا في العالم للاستكشاف ليلًا
قم بتزيل تقرير Connecting Travel Insight لعام 2025
وأكدت أيضاً التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بحماية تراثها الثقافي للأجيال القادمة، من خلال خطة إدارة طويلة الأمد تهدف إلى الحفاظ على الموقع ودعم الأبحاث المستمرة، وتوفير إمكانية الوصول إليه للزوار.
بالنسبة لأولئك الذين يرغبون في معرفة المزيد عن فايا، يقدم مركز مليحة للآثار معارض تفاعلية وجولات إرشادية تحتوي على معلومات حول التاريخ القديم للمنطقة.
يمكن للزوار أيضًا اكتشاف عجائب الطبيعة القريبة، بما في ذلك كهوف الوادي القديمة والصخور الأحفورية، المعروفة بتكويناتها الغنية بالحفريات ومسارات المشي ذات المناظر الخلابة.
فايا هو الموقع الثاني في الإمارات العربية المتحدة المدرج في قائمة اليونسكو، حيث يضم الموقع الأول مواقع العين الثقافية في أبوظبي، والتي تشمل جبل حفيت وهيلي وبدع بنت سعود والواحات، وهي مواقع تعرض بشكل جماعي الاستيطان البشري المستمر في المنطقة منذ العصر الحجري الحديث، مع المقابر القديمة وأنظمة الري التقليدية والهياكل المبنية من الطوب.
يوجد الآن في دول مجلس التعاون الخليجي أكثر من اثني عشر موقعًا مسجلًا في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، بما في ذلك خمسة مواقع في عُمان: من قلعة بهلا، وهي قلعة من الطوب اللبن تعود إلى القرن الثالث عشر وتشتهر بجدرانها وأبراجها الضخمة، إلى أنظمة الري القديمة "الأفلاج" التي يعود تاريخها إلى عام 500 ميلادي.
وتضم منطقة حمى الثقافية، المدرجة على قائمة اليونسكو في المملكة العربية السعودية، آلاف النقوش والنقوش الصخرية التي يعود تاريخها إلى 7000 عام؛ في حين تعد واحة الأحساء، وهي الأكبر في العالم، موطناً لملايين أشجار النخيل والبقايا الأثرية التي توثق الاستيطان المستمر من عصور ما قبل التاريخ إلى اليوم.
في قطر، تشكل قلعة الزبارة ركيزة أساسية لمدينة ساحلية مزدهرة تعود إلى القرن الثامن عشر، حيث تكشف جدرانها وأطلالها المحفوظة عن تراث الخليج في صيد اللؤلؤ والتجارة.
تمنح منظمة اليونسكو صفة التراث العالمي للمواقع ذات "القيمة العالمية المتميزة" التي تلبي على الأقل معيارًا واحدًا من 10 معايير صارمة، تتراوح من الأهمية الثقافية إلى الشهادة التاريخية.
لمزيد من المعلومات، قم بزيارة www.unesco.org